قصص مضحكه نوادر جحا

 ### مقدمة

جحا هو شخصية تراثية مشهورة في العديد من الثقافات العربية والإسلامية، وهو معروف بنوادره المضحكة والمواقف الطريفة التي يتعرض لها. يعتبر جحا رمزاً للحكمة الممزوجة بالطرافة، حيث يستخدم الذكاء البسيط والفطرة السليمة في مواجهة المواقف الصعبة بطريقة فكاهية. قصص جحا ليست مجرد حكايات مضحكة، بل هي أيضًا مليئة بالدروس والحكم التي تناقش قضايا اجتماعية بأسلوب خفيف. في هذا الموضوع، سنستعرض مجموعة من نوادر جحا المضحكة، التي تجعلك تضحك وتفكر في آن واحد.

### قصص ونوادر جحا

#### 1. **جحا والحمار**

في أحد الأيام، قرر جحا أن يشتري حمارًا جديدًا. بعد بحث طويل في السوق، وجد حمارًا يعجبه واشترى. وبينما كان يسير في الطريق إلى المنزل، صادفه مجموعة من الشبان الذين قرروا أن يسخروا منه. قال أحدهم: "يا جحا، لماذا لا تركب الحمار بدلًا من المشي بجانبه؟" فرد جحا: "أخشى أن يتعب الحمار مني". ضحك الشبان على رده، فأدرك جحا أنهم يسخرون منه، فصعد على ظهر الحمار واستمر في طريقه. ولكن الشبان لم يتوقفوا عن السخرية، وقالوا: "يا جحا، لماذا تركب الحمار المسكين وتجعله يحمل هذا العبء الثقيل؟" فنزل جحا من على الحمار وقال: "أنتم لا يعجبكم شيء!"، وقرر أن يحمل الحمار على كتفيه. وعندما رأى الناس جحا وهو يحمل الحمار، انفجروا في الضحك، وقال أحدهم: "يا جحا، أنت أعقل من أن تفعل هذا!". ابتسم جحا وقال: "أنتم أبدًا لا ترضون، فقررت أن أفعل ما يناسبني".

#### 2. **جحا والقدر**

كان جحا جالسًا في منزله عندما جاءه أحد الجيران يطلب منه أن يقرضه قدرًا لطهي الطعام. وافق جحا على الفور وأعطى جاره القدر. بعد بضعة أيام، عاد الجار إلى جحا ومعه القدر ومعها قدر صغير. قال الجار: "لقد ولدت القدر قدرًا صغيرًا، وهذه هدية لك!". ضحك جحا وقال: "شكرًا لك!"، وأخذ القدرين. بعد أسبوع، جاء الجار مرة أخرى يطلب القدر. هذه المرة، احتفظ جحا بالقدر لفترة طويلة، حتى بدأ الجار يطلب منه القدر مرة أخرى. أخيرًا، ذهب الجار إلى جحا وسأله عن القدر. فقال جحا ببرود: "القدر مات!". استغرب الجار وقال: "كيف يموت القدر؟"، فأجابه جحا: "كما ولدت، يمكنها أن تموت أيضًا!".

#### 3. **جحا والقاضي**

في يوم من الأيام، ذهب جحا إلى السوق واشترى دجاجة. بينما كان في طريقه إلى المنزل، خطف لص الدجاجة وهرب. قرر جحا أن يتوجه إلى القاضي ليقدم شكواه. عندما وصل جحا إلى المحكمة، قال للقاضي: "يا سيدي القاضي، لقد سرقوا دجاجتي!". فرد القاضي قائلاً: "وهل رأيت من سرقها؟". قال جحا: "لا، ولكنني رأيت ظلّه!". فقال القاضي: "إذن اذهب وابحث عن الظل وأحضره إلى المحكمة". عاد جحا إلى منزله محبطًا، ولكنه قرر أن يعيد الدجاجة بطريقة فكاهية. في اليوم التالي، ذهب إلى السوق وأخذ ظل دجاجة أخرى دون أن يلمسها. وعندما اعترضه البائع، قال له جحا: "لقد أذن لي القاضي بأن أخذ الظل!". احتار البائع في أمر جحا، وقرر أن يذهب معه إلى القاضي. وعندما وصلوا، قال جحا للقاضي: "هذا الرجل يدعي أنني سرقت ظل دجاجته، ولكنك أنت من أذن لي بأخذ الظل". ضحك القاضي وأدرك أن جحا كان يلقنه درسًا، فقرر أن يحكم لصالح جحا.

#### 4. **جحا والإوزة**

في يوم من الأيام، دُعي جحا إلى عشاء عند أحد أصدقائه الأغنياء. عندما وصل جحا، لاحظ أن صاحبه يقدم إوزة مشوية كبيرة على المائدة. وقبل أن تبدأ الوليمة، قال صاحب البيت مازحًا: "يا جحا، أنت دائماً تأتينا بالقصص والحكايات، فلماذا لا تخبرنا قصة اليوم؟". ابتسم جحا وقال: "سأخبركم قصة عن إوزة". وبينما كان الجميع مستعدًا لسماع القصة، سحب جحا الإوزة من الطبق ووضعها أمامه قائلاً: "كان هناك إوزة مشوية مثل هذه، وكان الناس يتحدثون عن مدى لذتها، لكن أحدهم قرر أن يأخذها كلها لنفسه!". ثم بدأ جحا في تناول الإوزة وسط ضحكات الجميع، الذين فهموا رسالته الضاحكة.

#### 5. **جحا والباب**

في أحد الأيام، قرر جحا أن يبيع منزله. وضع إعلانًا على باب المنزل وكتب فيه: "البيت للبيع، ولكن الباب ليس للبيع". جاء رجل لشراء المنزل، وعندما قرأ الإعلان، استغرب وسأل جحا عن السبب. فرد جحا: "إذا بعتك البيت ومعه الباب، فلن أتمكن من الدخول والخروج!". ضحك الرجل وقال: "يا جحا، كيف يمكنني شراء البيت بدون الباب؟"، فأجابه جحا: "هذا هو سبب الإعلان. إذا كنت تريد الباب أيضًا، فعليك أن تدفع ثمنًا إضافيًا!". أدرك الرجل أن جحا كان يمزح، لكنه وافق على دفع المبلغ الإضافي وأخذ الباب معه.

#### 6. **جحا والفأس**

قرر جحا في يوم من الأيام أن يذهب إلى الغابة لقطع شجرة والحصول على بعض الخشب. بينما كان يقطع الشجرة، مرّ رجل وسأله: "يا جحا، ماذا تفعل هنا؟". أجابه جحا: "أنا أحاول أن أجمع بعض الحطب لفصل الشتاء". ضحك الرجل وقال: "هل تعتقد أن هذه الشجرة ستسقط بمجرد أن تقطعها بفأسك الصغير؟". ابتسم جحا وقال: "انتظر وسترى". وبينما كان الرجل واقفًا يشاهد، بدأ جحا يضرب الشجرة بفأسه. فجأة، اهتزت الشجرة وسقطت على الأرض، ولكنها أسقطت جحا أيضًا. ضحك الرجل بصوت عالٍ وقال: "ألم أخبرك أن الشجرة ستسقط؟". فرد جحا مبتسمًا: "نعم، ولكنني لم أخبرك أنني سأسقط معها!".

#### 7. **جحا والبقرة**

في يوم من الأيام، قرر جحا أن يشتري بقرة ليحصل على اللبن الطازج يوميًا. بعد أن اشترى البقرة، ربطها بجانب منزله. في اليوم التالي، وجد جحا أن البقرة لم تدر أي لبن. استغرب جحا وقال: "يا للعجب! هل نسيت كيف تحلبين؟". فكر جحا في حل لهذه المشكلة، فقرر أن يأخذ البقرة إلى القاضي ليرى ما إذا كان هناك مشكلة قانونية تمنعها من إدرار اللبن. عندما وصل إلى المحكمة، سأل القاضي جحا عن المشكلة، فأجابه جحا: "يا سيدي القاضي، هذه البقرة لا تدر اللبن، وأعتقد أن هناك مشكلة في العقد!". ضحك القاضي وقال: "يا جحا، البقرة ليست موظفة ولا تحتاج إلى عقد!". فأجاب جحا: "إذن ربما تحتاج إلى إجازة قصيرة!".

#### 8. **جحا والتجار**

قرر جحا أن يفتح دكانًا لبيع التمر. في يوم من الأيام، جاءه أحد التجار وطلب منه كيسًا من التمر. قام جحا بوزن التمر، ولكنه بدلًا من أن يضعه في الكيس، وضعه في جيبه. اندهش التاجر وسأله: "يا جحا، لماذا تضع التمر في جيبك؟". أجابه جحا: "أنا أضمن لك أنني سأحافظ عليه في أمان أكثر مما يمكن أن يفعل الكيس!". ضحك التاجر وفهم أن جحا كان يسخر منه، ولكنه دفع ثمن التمر وأخذ الكيس في النهاية.

### خاتمة للمزيد :

نوادر جحا

نوادر جحا تعكس ذكاءً فطريًا ممزوجًا بطرافة لا مثيل لها. فشخصية جحا ليست مجرد شخصية خيالية تثير الضحك، بل هي تجسيد للحكمة في أبهى صورها. من خلال تلك القصص الطريفة، يعكس جحا رؤية ثاقبة للمجتمع والحياة بشكل عام.